نشر موقع “ستراتفور” الأمـ.ـني الأمريكي تقريراً مطولاً تحدث من خلاله عن تحولات كبرى شهـ.ـدتها الساحة السورية في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى دور روسي جديد ستلعبه موسكو في سوريا خلال المرحلة المقبلة المليئة بالتطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط.
واستهل الموقع تقريره بالحديث عن وجود خـ.ـلاف داخل بنية النظام السوري بين أطراف ترغب في العـ.ـودة إلى السـ.ـاحة الدولية، وقسم آخر يرى أن النظام يمكنه الاستمرار بالتركيز على الشأن الداخلي والسيـ.ـطرة على مفـ.ـاصل الحيـ.ـاة في سوريا، لاسيما الاقتصادية منها دون الحاجة إلى الانفتاح على الخارج.
واعتبر التقرير أن روسيا ستجد نفسها مضـ.ـطرة للعب دور الوسيط بين تلك الأطراف، وذلك من أجل ضمان استمرار الهدوء وإنهاء دورات العـ.ـنـ.ـف التي لا نهـ.اية لها في سـ.ـوريا من دون تعـ.ـريض وضعها للخطـ.ـر.
كما أشار الموقع إلى التحول الآخر الكبير الذي شهـ.ـدته سوريا مؤخراً، ألا وهو أن الاحتـ.ـجاجات الشعـ.ـبية على تردي الأوضاع المعـ.ـيشية داخل مناطق سيطـ.ـرة النظام من الممكن أن تؤدي موجة جديدة من الاضـ.ـطرابات في البلاد، لاسيما أن الاحتـ.ـجاجات إلى الطـ.ـائفة العـ.ـلوية والتي تعتبر الداعـ.ـمة الأولى لرأس النظـ.ـام “بشار الأسد”.
ونوه الموقع إلى أن ذلك التحول والاضـ.ـطرابات ربما تجبر القـ.ـوات الروسية في سوريا على القيام بدور “صناعة السلام” وتحويل تدخلها إلى احتـ.ـلال في أجزاء من البلاد.
ولفت التقرير الأمريكي على أن الأصوات داخل الحاضنة الشعبية الموالية للنظام بدأت تعلو بشكل كبير من أجل الانفتاح على المجتمع الدولي، وذلك بعد تردي الأوضاع الاقتصادية لمعظم السوريين داخل مناطق سيـ.ـطرة نظام الأسد.
وشـ.ـدد التقرير على أن روسيا ربما لن تجد خياراً آخر في الفترة القادمة سوى دفع نظام الأسد إلى إعادة الاتصال بالعالم الخارجي، الأمر الذي سيفرض على النظام تقديم تنـ.ـازلات عديدة للمعارضة السورية، وفق ما جاء في تقرير الموقع.
وأوضح الموقع الأمني الأمريكي إلى أن التنازلات التي من الممكن أن يقدمها النظام للمعـ.ـارضة، قد تأخذ أشـ.ـكالاً عديدة كصـ.ـفقة مثلاً أو إضعـ.ـاف سلـ.ـطة “بشار الأسد” والرئاسة السورية عبر تجـ.ـريد الرئيس من بعض الصلاحيات الممنوحة له.
وأشار التقرير إلى أن هذا الخيار يعتبر خياراً مرفـ.ـوضاً بالنسبة للمتشـ.ـددين داخل النظام، لافتاً إلى وجـ.ـود مؤشـ.ـرات تدل على أن الدائـ.ـرة الداخـ.ـلية مستعدة للتنـ.ـازل الآن، خاصة بعد تحقيق نـ.ـصر عسكـ.ـري إستراتيـ.ـجي في درعا.
ولفت التقرير إلى أن روسيا ترغب بشكل كبير بالحفاظ على على الانفـ.ـراج مع الولايـ.ـات المتحدة، مع وقف اتفـ.ـاقيات خفـ.ـض التصـ.ـعيد مع كل من المعـ.ـارضة المسـ.ـلحة وتركيا.
ورأى التقرير أنه مع تزايد مـ.ـوجة الغـ.ـضب في الشارع السوري، تريد القيادة الروسية من بشار الأسد أن يدعم الإصـ.ـلاحيين داخل الحكـ.ـومة، والضـ.ـغط على المتشـ.ـددين من أجل المصالحة مع بعض جمـ.ـاعات المعـ.ـارضة على الأقل.
كما تريد موسكو في النهـ.ـاية أن يبتـ.ـعد النظام عن إستراتيـ.ـجية الأرض المحـ.ـروقة خـ.ـوفاً من “تطـ.ـهير” المزيد من السـ.ـوريين ودفع البـ.ـلاد بعيداً عن إعـ.ـادة الإعمار، وفق ما جاء في التقرير.
ووفقاً للموقع بإن روسيا قد تضـ.ـطر لتحـ.ـمل مخـ.ـاطر أكبر في متـ.ـابعة إستراتيجيتها، التي تستهـ.ـدف الحفـ.ـاظ على قـ.ـاعدتها البحـ.ـرية في طرطوس وإعادة بنـ.ـاء المصـ.ـداقية كقـ.ـوة عظـ.ـمى في المنطقة، وهي أهـ.ـداف اعتمـ.ـدت على بقـ.ـاء حكـ.ـومة الأسد في السـ.ـلطة.
وتابع بالقول: “من المرجح أن تلـ.ـعب موسكـ.ـو دوراً أعمـ.ـق في تهدئة التوتـ.ـرات بين المتشـ.ـددين والإصـ.ـلاحيين.. ففي درعا، يبدو أن روسيا نجـ.ـحت في تجـ.ـنب هـ.ـجـ.ـوم عسكـ.ـري مكلف من خلال التـ.ـوسط بين المعـ.ـارضين والنظـ.ـام، وهو الدور الذي لـ.ـعبته أماكن أخرى في البـ.ـلاد”.
وخلص التقرير إلى أن روسيا وفي حال استخدمت نفـ.ـوذها في محـ.اولة لدفـ.ـع المتشـ.ـددين نحو الإصـ.ـلاح، فإنها تخـ.ـاطر بعـ.ـزل أعضاء الدائرة المقـ.ـربة من الأسـ.ـد الذين يلـ.ـعبون دوراً رئيسياً في الحـ.ـفاظ على مـ.ـوقف موسكو في سـ.ـوريا.
وأوضح أن هذه الـ.ـدائرة المتشـ.ـددة تعتمد على الـ.ـدعم الإيراني لكثير من أمنـ.ـها، مع العلم أن طهـ.ـران تدعم حـ.ـرباً شـ.ـاملة لفـ.ـرض سيطـ.ـرة كـ.ـاملة على سوريا، ونتيجة لذلك قد تشـ.ـجع على مقـ.ـاومة طلبـ.ـات الإصـ.ـلاح الروسية.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن المـ.ـوالين للنظـ.ـام المستبـ.ـعدين قد يجـ.ـبرون موسكو أيضاً على الاخـ.ـتيار بين إنهـ.ـاء تدخـ.ـلها في سوريا مع المخـ.ـاطرة بترك الميـ.ـدان لإيـ.ـران والمتشـ.ـددين السـ.ـوريين، أو ربما إحيـ.ـاء تكـ.ـتيكات موسكو في حقـ.ـبة الحـ.ـرب البـ.ـاردة لمحاولة اخـ.ـتيار قـ.ـادة الـ.ـدول الحـ.ـليفة لها. طيف بوست
تعليقات
إرسال تعليق