قال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الرئيس البيلاروسي “خسر الرهان” بشأن إرسال المهاجرين إلى أوروبا. وذكر أن بعثة أوروبية ستزور مينسك لتسهيل إعادة المهاجرين الى بلادهم.
ستقوم بعثة من دائرة الشؤون الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي بزيارة مينسك لتسهيل إعادة المهاجرين العالقين في بيلاروسيا، لكن الشروع في مفاوضات مع الرئيس لوكاشنكو أمر غير وارد، وفق ما أعلن مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021).
و قال جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي عقب إعلان العقوبات الأوروبية الجديدة “أريد الإشارة إلى أنه لا يوجد اتفاق ولا مفاوضات مع نظام لوكاشنكو ولا يوجد أي أمر من شأنه أن يشكل اعترافًا فعليًا”. وأكد “لكن علينا أن نبقي قنوات الاتصال مفتوحة”.
واوضح “في هذه الأثناء، يتوجه فريق صغير، ممثلون عن دائرة الشؤون الخارجية في المفوضية، إلى مينسك لإجراء محادثات تقنية. إنها ليست مفاوضات، ولكن إدراك الاحتياجات من أجل تسهيل العودة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة”. وأشار بوريل إلى أنه تواصل مرتين مع وزير خارجية بيلاروسيا وتم إجراء اتصالات مع كبار المسؤولين للتحضير لهذه المهمة. وقال “يتعين على هذه البعثة تقيّم الاحتياجات. لا علاقة لها بالاعتراف بالنظام ولا علاقة لها بالمفاوضات”.
ليتوانيا تنشر أكثر من ألف جندي على الحدود
من جانب آخر، نشرت ليتوانيا ما يقرب من ألف إلى ألفي جندي لدعم حرس الحدود بشكل منتظم على الحدود الخارجية الشرقية للاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا. وقال قائد الجيش الليتواني فالديماراس روبشيس في فيلنيوس الثلاثاء، وفقا لوكالة “بي إن إس”: “بالطبع، هذا ليس أعلى حد، وإذا تطلب الوضع وطُلب منا المساعدة، فسنقوم بذلك”.
وتابع أنه تم نشر ما مجموعه حوالي 9 آلاف جندي من دول البلطيق الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ منتصف حزيران/يونيو. بالإضافة إلى ذلك، حصل الجيش الليتواني من هولندا على حوالي 290 مركبة للاستخدام في جميع أنواع الأراضي لمراقبة الحدود مع بيلاروس.
وفي ضوء الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا، أعلنت ليتوانيا حالة الطوارئ قبل أسبوعين، وهي سارية لمدة شهر على طول الشريط الحدودي وبعمق 5 كيلومترات داخل حدود البلاد. كما أرسلت الحكومة في فيلنيوس مزيدا من رجال الشرطة إلى الحدود وتم منح الجيش مزيدا من الصلاحيات. لكن الوضع في ليتوانيا هادئ حتى الآن. وفي الوقت ذاته، يرفض حوالي ألفي مهاجر يريدون عبور الحدود من بيلاروسيا لبولندا الخروج من مركز لوجيستي على الحدود.
دفن جنين مهاجرة عراقية قرب الحدود البولندية
ودُفن في مقبرة إسلامية الثلاثاء جنين عمره 27 أسبوعا هو ابن مهاجرة عراقية ولدته ميتًا بعد عبورها الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا. ولقي ما لا يقل عن 11 شخصًا حتفهم على جانبي الحدود البولندية البيلاروسية منذ أن تجمع آلاف المهاجرين لمحاولة العبور إلى أوروبا خلال الصيف.
وشُيع الجنين الثلاثاء إلى مقبرة بوهونيكي لأقلية التتار البولندية المسلمة حيث دفن ثلاثة مهاجرين آخرين. وحمل النعش الأبيض الصغير اثنان من أفراد المجتمع المسلم المحلي والإمام فيما غطى الثلج الذي انهمر لأول مرة هذا الموسم الحقول المحيطة. ووضعت على القبر لوحة بسيطة حملت اسم الجنين هليكاري داكر. ولم يحضر والدا الطفل الجنازة. فالأم في حالة خطيرة في المستشفى والأب وأطفاله الخمسة في مركز للمهاجرين في مدينة بياليستوك القريبة.
وحُفر قبر الجنين إلى جانب قبر اليمني مصطفى محمد مرشد الريمي البالغ من العمر 37 عامًا والسوري أحمد الحسن البالغ من العمر 19 عامًا ومهاجر مجهول الهوية.
رفض العودة الطوعية
وقال أحد المهاجرين (25 عاما) لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، الثلاثاء: “بالتأكيد نحن لا نرغب في الذهاب إلى العراق والبقاء هناك حتى يتم السماح لنا بدخول الاتحاد الأوروبي”. وفي الوقت نفسه، قالت وزارة الداخلية في مينسك إن هناك 118 مهاجرا آخرين، غادروا طواعية وعادوا إلى بلادهم. ويشار إلى أن المهاجرين في الأساس هم أكراد عراقيون وسوريون.
ويتحدث بعضهم اللغة الألمانية أو لديهم عائلات في ألمانيا، ولكنهم لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات دخول مؤخرا بسبب تفشي وباء كورونا. ومن جانبه، قال أليكسي بيجون، رئيس إدارة الهجرة في وزارة الداخلية البيلاروسية، إن الغالبية يصرون على أن يتم قبولهم في الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الحكومية (بلتا). وقال إنه لم يتقدم أحد بطلب للحصول على وضع لاجئ في بيلاروس.
لائحة سوداء لشركات النقل والسفر المتورطة
من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنه سيمنع تأجير طائرات أوروبية لشركة الطيران البيلاروسية “بيلافيا” وسيضع لائحة سوداء تهدف إلى معاقبة شركات النقل والسفر المشاركة في تهريب المهاجرين إلى بيلاروسيا. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمام البرلمان الأوروبي مجتمعًا في ستراسبورغ “معظم أسطول شركة بيلافيا مؤلّف من طائرات مستأجرة من شركات من الاتحاد الأوروبي”.h
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن المفوضية قدمت مشروع قانون لمعاقبة شركات النقل والسفر “المشاركة في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين” إلى بيلاروسيا. ولفتت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن “هذا المشروع يجب أن يوافق عليه البرلمان والدول بالشراكة”. وأضافت “أوروبا لا تواجه أزمة مهاجرين إنما محاولة زعزعة استقرار من قبل نظام شمولي لا يعترف به الاتحاد الاوروبي. … الاتحاد كلّه يواجه تحديًا”.
وأشارت إلى أن “استراتيجية نظام بيلاروسيا تعتمد بشكل ملموس جدًا على تواطؤ منظّمي الرحلات ووسطائهم. وهناك مكاتب سفر متخصصة تقدّم عروضًا تشمل كل شيء: التأشيرة وبطاقة السفر والفندق، وبسخرية شديدة، سيارات أجرة وباصات حتّى الحدود”. وقالت إن المهاجرين “يُخدَعون بوعود كاذبة مشينة”، لذلك “نقترح وضع لائحة سوداء تهدف إلى معاقبة شركات النقل والسفر، على أساس القانون الدولي حول الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين”.
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
تعليقات
إرسال تعليق