أعلنت السلطات الفرنسية عن توقيف خمسة أشخاص، يشتبه بارتباطهم بفاجعة غرق زورق المهاجرين في كاليه أمس الأربعاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر. عمليات الاعتقال جاءت عقب زوبعة دولية أثارتها تلك الفاجعة، ودعوات فرنسية لدول الجوار لزيادة التعاون في التصدي لعمليات الإتجار بالبشر والتهريب.
في متابعة لتطورات مأساة بحر المانش التي وقعت أمس الأربعاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت السلطات الفرنسية عن توقيف خمسة أشخاص يشتبه بأن لهم صلة بحادث غرق القارب الذي أودى بحياة 27 مهاجرا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد أعلن أمس عن توقيف أربعة مشتبه بهم، وأن اثنين منهم سيمثلان أمام المحكمة في وقت لاحق من اليوم.
وأضاف الوزير من كاليه “أريد أن أقول من هذا المكان إن المسؤولين عن هذا الوضع المؤسف هم المهربون”، داعيا إلى “رد دولي منسق وقاس” على هذه المأساة “التي تؤثر فينا جميعا”.
وفي ما يتعلق بالمشتبه به الخامس قال الوزير لمحطة “آر تي أل” المحلية إن سيارته مسجلة في ألمانيا، وأنه اشترى زوارق مطاطية قابلة للنفخ في ألمانيا.
وقال دارمانان إن فرنسا اعتقلت 1500 مهرب منذ بداية العام.
وقالت المدعية العامة في ليل، كارول إتيان، لوكالة أسوشيتيد برس أمس الأربعاء إن المسؤولين ما زالوا يعملون لتحديد هويات الضحايا وأعمارهم وجنسياتهم، وأن التحقيق قد يشمل عدة دول.
بدوره أورد دارمانان “إنه يوم حداد عظيم لفرنسا وأوروبا وللبشرية أن ترى هؤلاء الناس يموتون في البحر”. وانتقد “المتّجرين المجرمين” الذين دفعوا الآلاف للقيام بتلك الرحلة الخطرة.
مشكلة دولية
ودعا الوزير الداخلية اليوم الخميس كلا من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا لتقديم المزيد من المساعدة لفرنسا لمنع رحلات الهجرة غير الشرعية والتصدي لأنشطة الإتجار بالبشر.
وقال دارمانان “إنها مشكلة دولية .. نقول لأصدقائنا البلجيكيين والألمان والبريطانيين أن عليهم مساعدتنا في محاربة المهربين الذين يعملون على المستوى الدولي”.
وشدد على أنه على فرنسا وبريطانيا العمل سويا، ملقيا باللوم على لندن لعدم قيامها بما يكفي لردع المهاجرين قائلا “هناك إدارة سيئة للهجرة (في بريطانيا)”.
نقل الجثث إلى ميناء كاليه
ووفقا لجان مارك بويسيسو، رئيس موانئ مدينتي كاليه وبولوني، خلال حديثه لوكالة أسوشيتد برس “كنا ننتظر حدوث شيء كهذا”، نظرا للارتفاع الملحوظ بأعداد الأشخاص الذين يخاطرون بعبور المانش باتجاه السواحل البريطانية.
ومع وصول ضحايا الفاجعة، تظاهر ناشطون خارج ميناء كاليه ليل الأربعاء متهمين الحكومة بعدم القيام بما يكفي للاستجابة لاحتياجات المهاجرين.
ويعيش مئات الأشخاص في ظروف معيشية مأساوية ومحفوفة بالمخاطر على طول الساحل الفرنسي (شمال)، حيث يعانون إضافة إلى نقص البنى التحتية وأماكن الإقامة اللائقة، من دوريات الشرطة المنتظمة وعمليات الإجلاء شبه اليومية.
وألقت مجموعات إنسانية تعمل مع المهاجرين في المنطقة باللوم على الحكومات الأوروبية وسياسات الهجرة المتشددة (بشكل متزايد) التي تتبعها. وقال نيكولاي بوسنر من مؤسسة يوتوبيا 56 الخيرية الفرنسية “المملكة المتحدة ليست خيارا، إنها ملجأ، مكان يفر إليه الأشخاص هربا من قلة الترحيب في أوروبا”.
تعليقات
إرسال تعليق