قالت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إن منفذ تفجير ليفربول عماد السويلمين بدأ بمشترياته تحضيراً للهجوم في أبريل/ نيسان الماضي.
وقال مساعد رئيس الشرطة روس جاكسون إن طالب اللجوء البالغ من العمر 32 عاماً، المولود في العراق، استأجر شقة سكنية في مدينة ليفربول قبل سبعة أشهر.
وأضاف جاكسون بأن السويلمين عانى من فترات من المرض النفسي والتي “ستشكل جزءاً من التحقيق”.
يأتي هذا في الوقت الذي مددت فيه الشرطة من الطوق الأمني الذي تفرضه الشرطة على عنوان على صلة به.
كان السويلمين، الذي تحول من الإسلام للمسيحية، راكباً في سيارة أجرة عندما انفجرت عبوة محلية الصنع خارج مستشفى النساء في ليفربول قبل الساعة الحادية عشر بتوقيت غرينتش من يوم الأحد الذي صادف يوم استذكار من سقطوا في الحرب العالمية الأولى.
وأظهر التشريح الذي أجري على الجثة أنه توفي متأثراً بجراحة التي سببها الانفجار والحريق.
وهرب سائق التاكسي، ديفيد بيري، قبل أن تشتعل النيران في سيارته وخرج لاحقا من المستشفى بعد علاجه من إصابات طفيفة.
تُظهر تفاصيل السجل العدلي الخاص بالهجرة بالنسبة للسويلمين الذي قدمه مسؤولو المحكمة لبي بي سي أنه كانت لديه سلسلة معقدة من الطلبات والاستئنافات للبقاء في البلاد.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت وزارة الداخلية حاولت إخراجه من البلاد بعد محاولته الأولى الفاشلة بالبقاء قبل أكثر من ستة أعوام والسبب وراء عدم اتخاذ قرار في استئنافه الأخير.
وبحسب سجلات المحكمة التي قدمها مسؤولون، فإن السويلمين رُفض طلبه للجوء أول مرة في 2014 وخسر أيضاً طلبات الاستئناف التي قدمها في 2015.
وتظهر السجلات أنه بدأ في أغسطس/ آب 2015 بالسعي للتحول إلى المسيحية واختار اسماً جديداً له هو “إنزو الميني”، في إطار عملية التحول.
كما أنها توثق تجديده للاستئناف في موضوع الهجرة تحت اسمه البديل في يناير/ كانون الثاني من هذا العام.
وكان طلبه قيد المراجعة في وقت وفاته وقد رفضت وزارة الداخلية مناقشة قضيته مع قناة بي بي سي نيوز.
وقالت وزيرة الداخلية بريتي باتل إن مستوى التهديد الإرهابي في المملكة المتحدة قد رُفع من درجة “كبير” إلى “خطير”، وهو ما يعني أن وقوع هجوم إرهابي “محتمل جداً”، وذلك لأن الانفجار في ليفربول كان الثاني من نوعه خلال شهر.
ودعا مساعد مفوض الشرطة مات جوكس، وهو أبرز ضابط في مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، الجمهور إلى توخي الحذر في الفترة القادمة حتى عيد الميلاد.
وقال في حديث لبي بي سي إن الهجمات الإرهابية في السابق قادت إلى هجمات أخرى ولهذا السبب تم رفع مستوى التهديد.
وأضاف قائلاً: “في الوقت الذي نخرج فيه من قيود الجائحة ونرى الناس يدخلون في موسم الاحتفالات، فإننا نركز أكثر على ضمان تحديث الخطط الأمنية الخاصة بأماكن تجمع الناس”.
وقالت الشرطة إن السويلمين عاش في شقة سكنية في شارع سوتكليف بمنطقة كنزينغتون بمدينة ليفربول لبعض الوقت ثم استأجر شقة في منطقة روتلاند أفنيو، بالقرب من حديقة سيفتون، في أبريل/ نيسان الماضي.
وقال جاكسون إن “أغراضاً مهمة” تم العثور عليها في شقة روتلاند أفنيو، حيث جرت عمليات البحث والتفتيش.
وقالت شرطة مكافحة الإرهاب في قطاع الشمال الغربي إن الطوق الأمني المفروض تم تمديده وإن بعض العقارات تم إخلاؤها حول شارع سوتكليف مساء الأربعاء لتقييم مواد عُثر عليها داخل أحد المباني.
وأضافت الشرطة أن هذا الأمر “هو مجرد إجراء احتياطي وسنزودكم بآخر المعلومات حال توفرها لدينا”.
وقال الشيخ سالم السويلمين، وهو أحد أفراد عائلة السويلمين الممتدة، في بيان إن والدة منفذ الهجوم هي من العراق وأكد أنه ولد هناك.
وقال إنه عاش في الإمارات العربية المتحدة قبل أن يذهب إلى سوريا ومنها إلى تركيا ثم انتهى به المطاف في المملكة المتحدة حيث قدم طلباً للجوء على أساس أنه سوري.
وأضاف قائلاً إن السويلمين عانى من اضطرابات عقلية.
وقال المركز الطبي “ميرسي كير” التابع لهيئة الصحة الوطنية، والذي يقدم خدمات الصحة العقلية، إن السويلمين تلقى علاجاً في العيادة في السابق لكنه لم يكن تحت رعايتهم عندما وقع الانفجار.
وقال جاكسون، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في قطاع الشمال الغربي: “بدأت تظهر صورة معقدة حول المشتريات الخاصة بمكونات العبوة الناسفة، ونحن نعلم أن السويلمين استأجر الشقة اعتباراً من شهر أبريل/ نيسان هذا العام ونعتقد بأن عمليات شراء ذات صلة بالهجوم تمت على الأقل منذ ذلك التاريخ”.
وقال أيضاً إن الشرطة “لم تعثر على أي صلة مقلقة بأشخاص آخرين في منطقة ميرسيسايد لكن هذا يظل تحقيقاً سريعاً ومع تكشف المزيد من المعلومات لا يمكننا استبعاد اتخاذ إجراء ضد أشخاص آخرين”.
وكانت الشرطة قد أطلقت سراح أربعة أشخاص من دون أي اتهام، وكانوا قد اعتقلوا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في ليفربول للاشتباه بصلتهم بالهجوم.
وأكدت البي بي سي أن السويلمين حاول بصورة قانونية الحصول على إذن بالبقاء في المملكة المتحدة، لكن طلبه رُفض دون أن يتم بحثه في المحكمة.
وقال مالكولم هيتشكوت، وهو ناشط مسيحي في ليفربول إنه وزوجته قدما للسويلمين مكاناً للعيش معهما لمدة ثمانية أشهر في 2017 بعد أن أخبرهما أنه خسر قضيته وبات مُعدماً.
وقال هيتشكوت لراديو بي بي سي ميرسيسايد: “كان صادقاً تماماً، على قدر معرفتي. ولم يكن لدي شك أنه بحلول الوقت الذي غادرنا فيه في نهاية الأشهر الثمانية كان مسيحياً”.
وكان قد تم تعميد السويلمين في كاتدرائية ليفربول في 2015 وتم تأكيد المعمودية في 2017 لكن ستوارت هينز، مدير الاتصالات في أبرشية ليفربول، قال إنهم فقدوا الاتصال به في 2018.
وقال الأسقف سيريل آشتون، وهو الأسقف الذي أكد معمودية السويلمين، إنه “شعر بالصدمة والحزن” لدى سماعه نبأ التفجير.
من جانبها، قالت كنيسة إنجلترا إنها لا علم لديها بوجود أي صلة بين التحول إلى المسيحية وإساءة استخدام نظام اللجوء وذلك بعد أن أشارت تقارير صحفية إلى أن تغيير الدين قد يكون طريقة “للتلاعب بنظام اللجوء”.
وقالت كاتدرائية ليفربول إنها “طورت عمليات قوية لتمييز ما إذا كان المرء يبدي التزاماً حقيقياً بالدين”.
وقال القس مايك هندلي إن السويلمين كان منخرطاً أيضاً في كنيسة إيمانويل في منطقة فزاكيرلي في ليفربول خلال الفترة من 2017 إلى 2019 عندما فقدوا الاتصال به.
وقال إن السويلمين، الذي كان يعرفه أبناء الرعية باسم “إنزو”، “لم يخف أبداً” حقيقة أن لديه مشاكل متعلقة بالصحة العقلية لكنه لم يدخل في التفاصيل حولها معه.
وقال متحدث باسم كلية مدينة ليفربول إن السويلمين كان طالباً في صفوف الكبار لتعلم تزيين الكعك في الكلية خلال السنة الدراسية 2018- 2019.
وقال جوي غامبارديلا، وهو داعية في كنيسة إيمانويل، إن السويلمين “اعتاد أن يصنع الكعك للكنيسة ويبيعه”.
وأشادت كاثرين تومسون، المديرة التنفيذية لمستشفى النساء في ليفربول، بالعاملين في المستشفى واصفة إياهم بأنهم “رائعون” و “مرنون” وذلك يرجع إلى استجابتهم للحادث “الصادم”.
وقالت إن المستشفى يُعد جزءاً “محبوباً جداً” من المدينة وإن “حقيقة أن حادثاً كهذا يمكن أن يقع في مستشفى للنساء صدمت الجميع”. (BBC) عكس السير
تعليقات
إرسال تعليق