القائمة الرئيسية

الصفحات

مصادر تكشف عن سـ.ـر القافلة العسكرية الروسية الضخمة المتوقفة على مشارف كييف التي اثارت استغراب العالم

بالقرب من كييف لم يتقدم رتل عسكري روسي يبلغ طوله عشرات الكيلومترات لعدة أيام، الأمر الذي يعتبر أحد أغمض ألغاز معركة كييف حتى الآن حسب صحيفة سويسرية.

وهذا أمر مثير للرعـ.ـب، كيف لا والأمر يتعلق بقافلة من المدرعات والمعدات الروسية يبلغ طولها عشرات الكيلومترات متوقفة منذ عدة أيام بالقرب من العاصمة الأوكرانية، هل تواجه مشاكل لوجستية؟ أم هل هي علامة على هجـ.ـوم فاشل؟

صحيفة لوتان قابلت نيكلاس ماسور الباحث في مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ فسألته: كيف نفسر وجود مثل هذه القافلة العسكرية الضخمة؟

وللإجابة عن هذا السؤال يقول الباحث إن علينا أولا أن نبحث عن الأسباب في أمور معهودة مثل الاختناقات المرورية الضخمة أو المركبات المعطلة وما إلى ذلك، ولكن ربما يكون ذلك تكتيكا تتبعه القوات الروسية للتمكن من إبقاء هذه القوات تحت مظلة دفاعاتها الجوية، لحمايتها من هجـ.ـمات الطائرات المسيرة أو الضربات الصاروخية الأوكرانية.

لكن، ألا يمكن أن يعود هذا التكدس لأسباب لوجستية؟ وقد رد ماسور بالقول إن القوات الروسية حاولت خلال الأيام الأولى للهجوم التحرك بأسرع ما يمكن للاستيلاء على النقاط الرئيسية، مثل تقاطعات المحاور الرئيسية والبلدات الصغيرة والجسور، وهذا هو سبب انتهاج سياسة التحرك في وحدات صغيرة.

مرحلة جديدة

لكن الخبير ماسور يؤكد أن تلك المرحلة قد تجاوزتها الأحداث، ودخل الروس في مرحلة مختلفة.

وأضاف أن هناك بالفعل تقارير جديرة بالثقة تتحدث عن مشاكل لوجستية كبيرة، فضلا عن مشاكل في التنسيق بين الوحدات وعناصر القوات.

ولفت إلى أنه بخصوص هذا التنسيق يخطر على باله -بشكل خاص- التكامل الضعيف للغاية بين المشاة والدبابات والمدفعية والشرطة العسكرية، بالإضافة إلى مسألة تنسيق تلك الوحدات المشترك مع القوات الجوية.

وبحسب ماسور، يبدو أن أحد العوامل المساهمة في ذلك التخبط المحتمل هو أن خطة الحملة العسكرية تم وضعها من قبل مخططين معزولين عن هيئة الأركان العامة الروسية، وذلك للحفاظ على السرية، ولم يتم الكشف عنها للوحدات الرئيسية، مما يعني أن معظم الجنود وحتى الضباط لم يستعدوا بالشكل الكافي للمهمة.

وردا على سؤال عما إذا كان ثمة تخريب محتمل من قبل الجنود أنفسهم الذين يرفضون مواصلة الهجـ.ـوم، يقول الخبير إن هناك بالفعل مؤشرات على تخريب تسبب فيه بعض الجنود الروس.

وبشكل عام، فإن الانطباع بأن العديد من القوات الروسية غير مستعدة لحرب كبرى يزداد قوة كل يوم، ومع ذلك -يقول الخبير ماسور- “أشك في أن هذا هو الحال في القافلة التي تقترب من كييف، لكن بالطبع لا يمكنني استبعاد ذلك تماما”.

وأرجع ماسور ما ذهب إليه إلى كون الطابور الضيق من العسكر يعني أن الضباط (وربما الشرطة العسكرية) يمكنهم تأطير قواتهم بشكل أفضل بكثير من المفارز المتناثرة، و”لكن لا يمكن استبعاد التخريب و”المقاومة السلبية” في صفوف القوات الروسية كعامل مساهم في توقف هذه القافلة”، على حد تعبيره.

تعليقات

التنقل السريع