تحدث موقع “راديو أوروبا الحـ.ـرة” في تقرير عن معـ.ـاناة المهـ.ـاجرين، العـ.ـالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا.
وذكر الموقع في تقريره قصة لاجـ.ـئ سوري تفصله عن عائلته كيلومترات قليلة، وعجـ.ـزه عن الوصول إليهم.
موضحاً أن ثلاثة كيلومترات فقط تفصل السوري راقي سرور، عن أسرته داخل بولندا، لكن رحلة الوصول إليهم يكتـ.ـنفها الكثير من المخـ.ـاطر.
وبيّن الموقع، أن الممرض سرور (25 عاماً) حصل على حق اللـ.ـجوء في ألمانيا عام 2016، وكان موضع ترحيب في بولندا.
على عكس زوجته ووالده وأخته وأخيه وعمه وابن عمه، الذين فـ.ـروا من دمشق إلى بيلاروسيا، في 20 تشرين الأول.
وعبروا إلى بولندا بمساعدة حـ.ـرس الحدود البيلاروسيين، حيث يأملون في الوصول إلى ألمانيا في نهاية المطاف.
وأضاف، أن عائلة “سرور” تجولت لمدة أسبوعين، في مستنقعات بولندا قرب الحدود مع بيلاروسيا لتجنب اكتشافهم وقـ.ـضوا أياما دون طعام أو ماء.
لكن حـ.ـرس الحدود البولنديين اكتشفوهم مرتين، فأجـ.ـبروا على بدء الرحلة الشـ.ـاقة من جديد، رغم هبـ.ـوط درجات الحرارة ليلاً إلى أقل من 15 درجة مئوية تحت الصفر.
كما أن وجودهم في الغابة أكثر من ذلك قد يؤدي إلى الوفـ.ـاة خاصة أن والد “سرور” يبلغ من العمر 70 عاماً.
وأشار الموقع إلى أن “سرور”، نجح في توصيل الإمدادات إلى أسرته بنفسه في مناسبتين.
موضحاً أنه في كل مرة، كانت عائلته بأكملها تذ.رف الدموع، وتحتضنه لأنه قطـ.ـع عهوداً لم يكن متأكداً من قـ.ـدرته على الإيفاء بها.
مثل المهـ.ـاجرين الآخرين الباحثين عن حياة أفضل، تخيل سرور وعائلته أن الرحلة إلى ألمانيا ستكون سهلة نسبياً.
وقال في الرابع من تشرين الثاني الحالي، “كان كل شيء مختلفاً في مخيلتي، والآن نعـ.ـاني أنا وعائلتي”.
وتابع، “على الرغم من مسافة ميلين تفصلنا، بالكاد يمكننا رؤية بعضنا البعض. من المستحـ.ـيل وصف هذا بالكلمات”.
قنـ.ـبلة إنسانية موقـ.ـوتة
عائلة سرور واحدة من عشرات الآلاف، حيث أصبحت أزمـ.ـة المهـ.ـاجرين على طول حدود بولندا مع بيلاروسيا بمثابة قنـ.ـبلة إنسانية موقـ.ـوتة.
حيث لقـ.ـي عشرة مهـ.ـاجرين بالفعل حتـ.ـفهم أثناء محاولتهم العبور من بيلاروسيا إلى بولندا.
وسجلت قـ.ـوة الحدود البولندية أكثر من 30 ألف محاولة للعبور منذ شهر آب الماضي، بما في ذلك 17300 في تشرين الأول فقط.
ورداً على تزايد تدفق المهـ.ـاجرين، أعلنت بولندا حالة الطـ.ـوارئ على حدودها مع بيلاروسيا.
ونقلت عشرة آلاف جـ.ـندي إلى المنطقة لمـ.ـنع المهـ.ـاجرين من التسـ.ـلل إلى أراضيها، كما وافق البرلمان على ميزانية لبناء جدار حدودي في الأسابيع المقبلة.
أموال طائلة
بحسب ما روى العديد من المهـ.ـاجرين، فإنهم يدفعون ما يصل إلى عدة آلاف من الدولارات للشركات السياحية التي لها علاقات مع السـ.ـلطات البيلاروسية.
وتوفر هذه الشركات التأشيرة والرحلة، وإقامة قصيرة في فندق في مينسك، ثم نقلهم إلى الحدود البولندية، وفقا للموقع.
ويشير التقرير أن المسؤولين البيلاروسيين يقـ.ـطعون الأسلاك الشـ.ـائكة ليلا للسمـ.ـاح لمجموعات مختارة من المهـ.ـاجرين بالمرور.
بمجرد وصولهم إلى الأراضي البولندية، إما أن يتم اعتـ.ـراضهم من قبل قـ.ـوة الحدود البولندية وتتم إعادتهم عبر الحدود.
أو يجوبون الغابة حتى يتلقوا إشارة من مهرب ليتحركوا بسرعة نحو سيارة تنتظرهم لتقلهم عبر الحدود.
وقال العديد من المهـ.ـاجرين الذي ألقـ.ـي القبـ.ـض عليهم وإعادتهم إلى بيلاروسيا، إنهم تعـ.ـرضوا للضـ.ـرب على أيدي حـ.ـرس الحدود البيلاروسيين وأجبـ.ـروا على العودة إلى بولندا مرة أخرى.
وغالباً ما يقـ.ـضون أياماً في الشريط القاحل من المنطقة الخالية بين البلدين، فيما يدفع البعض رشـ.ـاوى باهـ.ـظة لإعادتهم إلى مينسك.
وقـ.ـضى كرار، وهو كردي عراقي يسافر مع زوجته الحامل، أربع ليال في مستنقع، وعشرة أيام بدون ماء، بحسب ما نقل عنه الموقع.
مشيراً إلى أنه أنفق ستة آلاف دولار للوصول إلى بولندا، لكن حـ.ـرس الحدود أعاده سبع مرات، “إنهم يعامـ.ـلوننا مثل الحيوانات”.
تعليقات
إرسال تعليق